متى يا راحلا ..تأتي؟!!!
( شمعة البيت هي .. بسمة ترسم على المحيا.. ننسي الهموم بكلماتها .. وتطيب الجروح بلمساتها ..إن قالت فحروفها ذهب ..وان نصحت فالنصيحه شهد..ان غضبت تشب النيران..ولكن لا يطول غضبها..والشاهد الرحمن..افتقد المنزل نوره ، وماتت الضحكات بموتها ..) هكذا تقول الأديبة الكاتبة القطرية ملاك أحمد في مقال لها عن الأم ..وأقول: لقد صدقت.. فما أصعب لحظات الفراق ...ولم يتبق لنا الا مناجاة صورة على الجدار .. وفي كل لحظة نستسلم لوهم الإجابة على سؤال ( متى يا راحلا ..تأتي؟!!! )..
يجيءُ اللَّـيـْلُ يَـا أُمِّي
ومَـا أَقْـسَــىَ هُـنَـا اللَّـيْـلُ
فَـمَـا دَّقَـتْ عَـلَىَ بَـابي
يَــدُ الأَحْبَـابِ أَوْ سَـأَلُـوا..
وليسَ سِــواكِ مَنْ يَأْسُـو...
ولَـيْسَ سِــواكِ مَنْ يحْـنُـو
أيا أمي ... بَكَـيْـتَ أنَـا ...
وكم أبكيتُ يا أمي هُـنَـا أختي
وراحَ دَمْعُـهَـا يَـجْـرِي ...عَـلَى الـخَـدَّيْنِ كَـالجَـدْوَلْ
و ظَـلَّـتْ لَـيْـلَـهَـا تَـبْـكِي ... وظَـلَّـتْ حَـيْرَتِي تَـسْــأَلْ
لماذا العيدُ يا أمي إذا مَـا فَـجْـرُهُ أَقْـبَـلْ ...
يزورُ بيوتَ شَــارِعِـنَـــا...يُلوِّنُها ..
ولكنْ عندما يأتي أمامَ بيتِـنَـا...يبخلْ ...؟!!
نوافِــذُ غُـرْفَـتِـي تَـشكو..وبابُ البيتِ..كم يرجو
ولكنْ رافِـضــاً يَـمْـضِــي... لنا ولبيتنا ..أهمل
بكت أختي …وضَمَّتْني..وعدتُ مُـجَـدَّدًا أسألْ
لماذا العيدُ يا أمي إذا ما فجْرُهُ أقبلْ ...
تُلَـوِّنُ كُلَ زاويةٍ تَهانيهِ وزينتُهُ..
وتزهو فوقَ جُدْرَانِ بيوتِ الحَيِّ قُبْلَـتُهُ ..
على الأفواهِ بَـسْــمَـتُهُ ...وفي الأركانِ بَهْجَتُهُ
يَوَزِّعُ كُلَّ ميعادٍ سَيَأْتِي فيهِ .. في جَدْوَلْ
ولكن عندما يأتي ...أمام بيتنا يبخلْ؟!!
لماذا ضَوْءُ قِـنْدِيلِي عَلَى بابي أنا مُـطْـفَـأْ ؟!
لماذا زَرْعُ شُـرْفَـتِـنَـا لِـعِـطْـرِ زُهُـورِهِ خَـبَّـأْ ؟!
لماذا صوتُ عُـصْـفُـورِي إذا يوماً لَـنَـا غَـرَّدْ
ففي تَغْرِيدِهِ أحزانْ ؟!
بكت أختي وضَـمَّـتْـنِـي ..
وراحتْ عينُها تَرنُو إلى رَسْــمٍ عَـلَى الجُـدْرَانْ
يجري دمعُهَــا مِـثـلِـي .. ونَـقْـضِـي لَـيْـلَـنَـا نَـسْـــألْ :
متى يا راحِلاً تأتي ؟ متى يا راحِلاً تأتي ؟